كان بالامس القريب توقفنا في( برج القوس ) وكان كلامنا عن بداية الزراعة وحان وقته وان الزارع في هذه المرحة لا راحة له ولا استقرار يدور كلامه عن الزراعة وعن مقدار الحبوبات التي سيزرعها . وقلنا انّ الزراعة عند عرب فارس تعتمد علي هطول المطر وغزارته ؛ ونقلنا هذاالحدث عبر الصور والتعليق؛ فوقفنا لحظة مع الزمن فوجدنا سفينتنا تبحربنا الي عالم آخروتقودنا الي (برج الحوت)؛ هذا البرج الذي كثر فيه افعال و اقوال الآباء والاجداد. فقلنا : ان الكلام والقال والقيل يدور في هذا البرج عن نضج الحشيش ووقت حشه وتبريده وتخزينه للايام المقبلة للحيوانات . وقلنا ان البريدة : جمعها برايد ؛ وهي عملية قديمة تفنن فيه القدماء ومارسها الآباء والاجداد وانتقلت الينا عبر الاجيال والعصور ومازال لها اثر وتواجد في هذه المنطقة - وبالخصوص عند عرب فارس، ونقلنا هذا ايضا بالصوروالتعليق . وها نحن نوّدع هذا البرج الذي كان اكثر نزهة واكثر متعة ؛ فأبحرنا معكم الي برج( الحمل)؛ وارسينا سفينتنا في ميناه لعلنا نجد في هذا البرج من يعطينا شوية من اسراره ودُرَِره . فوجدناعلي بوابته ؛ الزراع الذي زرع قبل اربعة اشهر يتمعن في زرعة وينظر اليه بشوق ولهف ويراقب زرعه من قريب وبعيد ويعدّ الايام والليالي؛ وينتظر الساعات التي يحين فيها وقت الحصاد .
تحقيق/ محمد عبدالله الابنودي
صفحه قبل 1 صفحه بعد